المنهج النفسي

 

مفهومه :

      والمنهج النفسي "منهج يستمد آلياته النقدية من نظرية التحليل النفسي التي أسسها الطبيب النمساوي سيغموند فرويد، فسر على ضوئها السلوك البشري برده إلى منطقة اللاوعي (اللاشعور)" فهو منهج يأخذ من علم النفس بصفة خاصة.

      الأدب ترجمان العقل والنقد، والأدیب في كل مـا یصـدر عنـه مـن نشـاط أدبـي یسـتوحي ويستلهم تجاربه العقلية والنفسية، ولهذا فالأدب بعبارة أخرى مرآة عقل الأدیب ونفسیته.

    يلعب العنصـر النفسـي دورا بارزا فـي العمـل الأدبـي فـي كـل مراحلـه، فهـو صـورة مـن صـور التعبیر عن النفس.

     تعـــود الإرهاصـــات الأولـــى للمـــنهج النفســـي فـــي النقـــد الأدبـــي بشـــكل عـــام إلـــى تلـــك الملاحظـات التـي یمكـن أن نستشـفها مـن بعـض أسـیقة نظریـة أفلاطـون عـن أثـر الشـعر علـى العواطــف الإنســانیة، حیــث أنــه ربــط بــین الإبــداع ونفســیة المبــدع، وذلــك مــن خــلال نظریــة التطهیر باستثارة عاطفتي الخوف والشفقة.

     یعتبـر المـنهج النفسـي مـن اتجاهـات النقـد الحدیثـة، هدفـه أن یحلـل لغـة الـنص الأدبـي، لیصـل إلـى مخبـآت الـنفس اللاشـعوریة للكاتـب، عـن طریـق دراسـة شـبكة الإشـعارات والصـور البلاغیة المضمرة في بنیة الأثر، أي هذا الاتجاه یجمع بین الأسـس النفسـیة والأسـس النقدیـة، لیقف على حقیقة منطق اللاشعور من خلال لغة النص ولغة اللاشعور.

رواده:

 سـیجموند فرویـد مـن مؤسسـي التحلیـل النفسـي فـي الأدب، حیـث نشر كتابه "تفسير الأحلام" سنة 1900 والنشاط النفسي في رأیه موزع بین ثلاث قـوى: الأنـا، الأنـا الأعلـى، الهـو (اللاشـعور)، بحیـــث یعـــد الأدب مجـــالا خصـــبا لاكتشـــاف حیـــاة الشـــخص اللاشعورية لأن تظهـــر خیـــالات وأحلام بصورة ما في الآثار الأدبیة.

   حیـــث ســـاهم فرویـــد فـــي تطـــور التحلیـــل النفســـي للأعمـــال الأدبیـــة بنشـــر الكثیـــر مـــن الكتابـات والمقـالات النقدیـة منهــا، الإبـداع الأدبـي وحلـم الیقظــة فـي 1908.

يونغ : الــــذي یــــرى أن مصــــدر الإبــــداع الفنــــي هــــو شــــعور جمــــاعي أو الجمعي، الذي یحتفظ بط ة الجـنس البشـري، بمـا یختزلـه مـن رواسـب نفسـیة ومـا یتصـل بهـا من صور ورموز ،یطلق علیها  یونغ اسم النماذج العلیا.

أدلر : الـذي یـرى أن عقـدة الجـنس لـیس الحـل الأمثـل لمشـكلة النبـوغ، فقـد یكون مبعث النبوغ الإنسـان، وذاتـه البشـریة، لأنهـا ألصـق بـه مـن جنسـه، والأنـا فیـه أسـبق مـن الذكورة والأنوثة في كل من الرجل والمرأة. وأن عقــدة أودیــب لیســت غریــزة أساســیة تســتقر فــي الــوعي البــاطن، وا ٕ نمــا هــي میــل عارض، یحدثه سوء التصرف مع بعض الآباء والأمهات.

عباس محمود العقاد : الذي لم یكتف بالممارسة النقدیة النفسانیة، بل راح یؤازر هذه النظریة، وأعرب عنها في مقال له "النقد السیكولوجي" الذي نشره عام 1981م. //// مصطفى سویف ، عبد القادر المازني.... الخ.

مبادئ المنهج النفسي: 

•     علــم الــنفس یبــرز ویفســر ســیرورة العملیــة التــي تبنــي الــذات وتبنــي المفهــوم لهــذا أصــبح المحلل النفسي على وعي تام بتداخل أفكاره وعواطفه وتجاربه في عملیة التحلیل.
• الأدیب شخص عصابي یحاول أن یعرض رغباته في شكل رمزي مقبول اجتماعیا. 
• یسـعى التحلیـل النفسـي فـي العمـل الأدبـي إلـى الكشـف عـن الأسـباب والـدوافع الخفیـة عـن المؤلف أو القارئ أو المحلل.

عیوب المنهج النفسي:

• هـذا المـنهج یعـرض منبعـه لعصـبیة دینیـة أو مذهبیـة أو جنسـیة أو ذوقیـة فیمیـل فـي تفسـیرالأدب ونقده، مع هذا الهو الغریب الذي ینقل الدراسة مـن مجالهـا الحقیقـي إلـى مجـال الدعایـة السخیفة .
• اهتمـام هـذا المـنهج بالفنـان أكثـر مـن الفـن وا ٕ یمانـه المتطـرف بـأن الـنص تعبیـر أمـین عـن نفسیة صاحبه ولجوئه إلى التعسف والتبریر بدل الحقیقة الموضوعیة.
• اختنـاق الأدب فـي هـذه الأجـواء التـي یتحـول فیهـا النقـد الأدبـي إلـى تحلیـل نفسـي وتـوازي القــیم الفنیــة وانغمارهــا فــي لجــة التحلــیلات النفســیة التــي لا تمیــز بــین عمــل فنــي جیــد وآخــر رديء.
• یأخذ هذا المنهج سیرة الأدیب وسیلة لدراسة أدبه.