القائمة الرئيسية

الصفحات

تحليل قصيدة : إرادة الحياة - للشابي


 تحليل القصيدة :

البيت الاول:-

إذاالشّعْبُ يَوْمَاًأرَادَالْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر
الشرح:-
يقول الشاعر في هذا البيت أن التصميم على الحياة الكريمة
هو السبيل الوحيد لتحققها فالأقدار تخضع لهذا المطلب.
البيت الثاني:-
وَلا بُـدّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
الشرح:-
في هذا البيت ي}كد الشاعر أن الليل(الاستعمار) سيزول يوماً
ما و القيد (العبودية و الاحتلال)ستزول لا محالة.
البيت الثالث:-
وَمَنْ لَم يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَ انْدَثَـر
الشرح:-
يؤكد الشاعر في هذا البيت ضرورة التمسك بالحياة فمن لا
يتمسك بها لا مكان له فيها.
البيت الرابع:-
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَم تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ مِنْ صَفْعَـةِالعَـدَم المُنْتَصِر
الشرح:-ينتقل الشاعر في هذا البيت الى مخاطبة الطبيعة و التحدث عنها فهي ت}يده بما قال لأن كلامه هو التعبير عن الحقائق الفطرية.
البيت الخامس و السادس و السابع:-
كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ وَحَدّثَــي رُوحُـهَاالمُسْتَتِر
وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر
إذَامَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
الشرح:-
يصور الشاعر الريح كأنسان يتكلم (صورة فنية) لا تأبه
بما تلقاه من مصاعب فهي تتخذ من المنى بركوباً لها(صورة
فنية) لان الذي لا يحب المجد و يسعى اليه سيكون مصيره في الاسفل.
البيت الثامن و التاسع:-
وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر
وَمَن لا يُحِبّ صُعُود الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
الشرح:-
يشير الشاعر في هذا الابيات الذي الروح المتمردة عند الريح
فقد استجاب لدعوتهم و صمم على الثورة.
أما البيت التاسع:-فينطلقالشاعر ال حالة حديدة في النظر
الى الاشياء فقد تباينتحدة وتيرته تدريجياً من الصوت
الصاخب الى الاقل صخباً.
البيت العاشر و الحادي عشر:-
فَعَجَّت بِقَلْبِي دِمَاءُالشَّبَـابِ وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر
وَأَطْرَقْتُ،أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر
الشرح:-
يخاطب الشاعر في هذين البيتين الارض بوصفها أم البشرية
و يسألها ان كانت تكرهه أبنائها أم لا فتجيبه:بأنها تحب
من أبنائها من يسعى الى الكرامة و ان كان في ذلك خطرٌ عليه.
........................
1934 - ((( إرادة الحياة للشابي ))) - 1909
الشابي : شاعر تونسي, مات وهو في ريعان شبابه, بعد أن أصيب بتضخم في قلبه, وهو من
الشعراء الرومانسيين. تأثر بالمدرسة المهجرية وبخاصة بأدب "جبران ". مات في أوائل عقده الثالث. له
من الشعر ديوان " اغاني الحياة " من الكتب :" الخيال الشعري عند العرب ".
(( المضمون ))
يبدأ الشاعر مباشرة بإطلاق نظريته القائلة : إن القدر يستجيب لكل شعب أراد الحياة,
الكرامة, فيكسر أغلال العبودية, ويزيح كساء الظلام الذي يغلفه. والذي لا يكافح ويقاوم, فإنه
سوف يقدم على صخرة الهزائم والقرابين. وهذه هي سنة الكائنات في الوجود.
والريح القادمة من قلب الوديان توحي للأنسان أن النجاح لا يتم إلا بالمغامرة, وإلا فإنه
سيبقى في الحضيض تحت الذل والهوان.
والأرض أطلعته على أسرارها وضميرها, فإذا ا تفضل الطموحين والمغامرين الذين يتسابقون
ويتحركون, ولا يبقون كالجماد المميت. والكون يطرب للأحياء ولا يقبل إلا م, فهو يحتضن الطير, ما دام جناحها يخفق والزهر يعانق النحل, ما دام يمتص الرحيق, فإذا ماتت الطير وقعت واندثرت أو تبددت, فمن لم يقبل إلى الحياة, فإن الحياة ستدبر عنه مولية, فيكون عرضة للعدم والزوال.
ويسائل الشاعر عن امر الأحياء الذين يزيلهم ويأتي عليهم الزمن, فيسائل الليل, فلا يجيبه,
ويصمت السحر, كذلك. إلا أن الغاب يخاطبه بعبارته المحببة الرقيقة بالقول أن الشتاء يفدو فتعرى الغصون وتندثر أوراقها كالحلم, إلا الجذور, فإا تبقى في رحم الأرض, تعانق شوق الحياة, وتحلم بالربيع الجديد. ويمر الزمان بصروفه وأحداثه الكثيرة, فإذا أحلام البذور تتحقق, فتنبت من أحشاء الأرض, وتكتسي بالربيع الأخضر والحياة.
وتأتي النجوم والقمر معلنين في نشيد الحياة المقدس أن الطموح هو لهيب للحياة, وروح
الأنتصار, فطالما كان الطموح مواكبا للأنسان, فإن القدر حتما سيستجيب له.
2
(( تقسيم القصيدة ))
5-1 : إرادة الشعب وحرية الأختيار.
18 : حديث الريح والأرض والطبيعة.. -6
22-19 : مخاطبة الليل.
56 : حديث الغاب والبعث من جديد. -23
63 : نشيد الحياة المقدس. -57
((( تحليل المضمون )))
– إرادة الشعب -
يؤدي الشاعر فكرة عامة, كخلاصة لتجاربه وتأملاته في الحرية والكرامة الأنسانية. وهو
يعارض الذين يعتقدون أن الأنسان مسير, وإنما هو مخير وأن مصير بيده إذا ما عزم وصمد, فإن الحياة ستخضع له. فالشعب المستعبد المهزوم, تكون عبوديته وهزيمته بيده وبنفسه ومدى صمودها, وهو لا ينتصر بقوة السلاح, وإنما بقوة الارادة والرفض والصبر. هذه المقاومة النفسية لا بد وأن تنتصر في النهاية. والحياة تشتاق إلى المتحركين, والويل لمن عاش خاملا , فإنه سيموت ويزول دون ذكر يذكر.
فالشعوب الخاملة يطويها التاريخ, أما المنتصرون فهم الذين يعانقون الحياة ويتخذوا كأمر للتحدي والأنتصار.
(( حديث الريح والأرض والطبيعة )))
من اجل أن يبرهن على ما قاله في المقطع الأول , فإن الشاعر يأتي بالأدلة التي تقوي نظريته
العامة. وفي هذا المقطع يأتي ببينات شعرية وجدانية أفادها من الواقع.
1) حديث الرياح : إن الريح تدمدم في الأودية السحيقة وفي أعلى الجبال صوت واحد تقول
به:
- المغامرة شرط لتحقيق الغايات.
3
- إن الريح تجتاز الشعاب الوعرة, ولا تخاف أو تتردد, ولا تخاف أذى الحر, فلا عائق أمام
غاياا.
- إن من لا يجازف من أجل السمو, فإنه سيبقى في الحضيض الأسفل.
ويتمنى الشاعر أن يكون للشعب عزيمة كعزيمة الريح, تطيف بكل شيء وتنتصر. فالشعوب
العظيمة , نالت عظمتها بالكفاح والعزيمة, أما الشعوب الحقيرة فإن المحن والشدائد توهنها وتقضي عليها.
إن الريح بعثت الثورة في نفس الشاعر, من عصف وتغيير وتبديل, مستنتجا أن قونون
الطبيعة يقوم على التنازع والكفاح ( البرق والرعد والمطر ).
2) حديث الأرض: إن الأرض , أيضا, تبارك الطموحين وتلعن وتحتقر الخاملين. فالحياة
تفضل التجدد والتقدم. والكون يحب الأحياء ويحتقر الأموات الذين لا يعملون شيئا. وتكاد الأرض
أن ترفض الأموات في أحشائها لولا رحمتها وحناا. ويخلص الشاعر قائلا : إن من لا يبذل جهده في
الحياة, ينتصر عليه العدم , بعد تعفر كرامته بالذل والهوان.
(( مخاطبة الليل )))
ويستنطق الشاعر الليل, إذ أنه رمز لاختلاف الزمن وتطوره, فلا يجد الجواب عند الليل. والليل رمز للسكون والشك وعدم الوضوح, فكان طبيعيا أن يجد الجواب عند الليل.
(( حديث الغاب والبعث ))
بعد أن عجز الليل عن الأجابة, مال الشاعر إلى مخاطبة الغاب واستجلاء لغز السباب والهرم والحياة والموت فيه. فيكون الغاب رمزا للتطور والتغيير . فشكل الأشجار يتغير, أما البذور والجذور, فإنها تكمن في رحم التراب.
فشتاء اليأس والقنوط يعتري الأنسان ويعريه من أوراق الأمل وزهور الفرح, فيأتي التجدد بالأبناء فيحتضن الموت بذور الحياة, واليأس بذور الأمل, الحزن بذور الفرح. فالكل يتولد من بعضه في زمان وموسم مناسب.
4
عن الزمان تصحبه الصروف, ولا تكاد تزول حتى تعقبها اخرى, ومع ذلك, فإن شهوة الحياة لا تنقطع, بل تراها تبعث بالجذور من تراا فتنمو وتعانق أضواء الصباح. ويأتي الربيع باّثا الحياة في العروق , بعد أن يلثم بشفاهه الطبيعة . ويقول الربيع منتشيا :
وقال لها قد منحت الحياة وخلدت من نسلك المدخر
ومن ناجت النور أحلامه يباركه النور أنى ظهر.( إلى أخر المقطع).
وهذا يعني: أن من يناجي الحرية تأتي أليه وتقبل عليه وتخرجه من ظلمة التراب ورحم البؤس والعذاب.
((( نشيد الحياة المقدس )))
تأتي النهاية, مؤكدة مكررة ما جاء في البداية على لسان النجوم, والقمر , والجمال, منشدين نشيد الحياة المقدس الذي يقول: الطموح أساس للتقدم والحياة.
(( خلاصة حول المضمون ))
القصيدة تسير في مضمون واحد متطور من البداية حتى النهاية, عبر هالة من المشاعر العميقة البصيرة, وخلاصته: أن أبناء الحرية لا يعدموا, بل إا تقبل عليهم متلهفة فتعتقهم من عبوديتهم وتعيد إليهم الحرية والكرامة, كما يعيد الربيع الحياة إلى البذور من تحت الأرض. ومهما تلبدت ظلمة الهوان والعبودية, فإن حنين الشعب إلى الحرية وصموده لها يخرجانه إلى رحابتها ونعيمها.
((( الخصائص الأسلوبية )))
1) التعميم والتفصيل ( المقطع الأول معمما, والمقاطع التالية مفصلة ).
2) أسلوب الحكمة.
3) الخيال والأنفعال.
4) أسلوب البرهنة والتعليل ( الريح, الأرض, الكون, الأفق, النحل, الغاب, الربيع ….)
5) الوصف المفصل ( وفي ليلة من ليالي الخريف…, مثقلة …+ المقطع قبل الأخير).
6) كثرة حروف العطف.
5
7) التكرار اللفظي.
😎 كثرة النعوت.( روحها المستتر. اللهب المستعر, عيش الحجر, حلم بديع ….. ).
9) كثرة الظروف.( بين الفجاج وفوق الجبال وتحت الشجر…. ( موسيقى داخلية).
10 ) كثرة الأضافات.
11 ) رتابة الأيقاع الداخلي.( فوق الفجاج وفوق الجبال- وعور الشباب, صعود
الجبال - دماء الشباب……. ).
12 ) الجو الرومانسي بما يحمل من مظاهر والفاظ.
((( المحسنات البلاغية )))
1) التشخيص. ( يمكننا أن نضعه أيضا كخاصة أسلوبية ).( فلا بد أن يستجيب القدر.
2) الأستعارة ( كثيرة).
3) التشبيه ( يفنى الجميع كحلم الربيع + وما هو كخفق الجناح …).
4) الكناية ( القيد: العبودية + صعود الجبال= المغامرة والحركة + بين الحفر= الذل +
صعدت الأرض عن صدرها= البعث من جديد) - الكناية والأستعارة والتشخيص تسير
في نفس الدرب في النص الأدبي ( الكناية = المدلول, الأستعارة= العمق, التشخيص=
دينامية الأشياء)
((( التأثيرات الثقافية )))
- الحركات التقدمية والمادية في الوطن العربي في بداية القرن العشرين ( الثورة البلشفية ).
- التأثر الواضح من مدرسة جبران خليل جبران. ( الوصف الخيالي ).
- التأثير المعتزلي الأسلامي. ( الانسان خالق لأفعاله. ).

تعليقات

تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم - تى جو