الاستعداد والتهيئة الحسنة نصف الطريق للنجاح :
تزامنا مع اقتراب الامتحانات النهائية.. مختصون ينصحون الأولياء:
عززوا الثقة في أبنائكم وحرروهم من الضغط
يبدي غالبية الآباء الذين يجتاز أبناؤهم شهادة البكالوريا و”البيام” اهتماما وحرصا بالغا في متابعتهم خاصة في هذه الفترة التي تفصلنا عن الموعد الحاسم، وهو ما قد يشكل ضغطا على التلاميذ من حيث لا يدرون، فيتسببون لهم في ضغط وتوتر قد يشتت ذهنهم وينعكس عليهم سلبا..
ويوصي مختصون في الصّحة النفسية والغذائية وكذا خبراء في مجال التربية بنصائح لتدارك تلك الأخطاء وتصويبها كما يقترحون طرقا جدية في تسيير المدة المتبقية التي تفصلنا عن هذا الموعد الحاسم..
وفي هذا السّياق، أفاد الدّكتور بن حليمة مسعود مختص في علم النفس العيادي، في تصريح لـ”الشروق” أنّ قلق الأولياء والمترشحين لـشهادة التعليم الثانوي “البكالوريا” أو شهادة التعليم المتوسط “البيام” أمر مشروع مادام في إطاره الطبيعي وغير المبالغ فيه، غير أنّه يحتاج إلى ضبط وكبح حتى لا يتسبب في نتائج عكسية.
وأضاف بن حليمة: “على الأولياء الوعي تماما أن البكالوريا ليست مشروع حياة وأنّ الطفل الذي لم ينجح فيها انتهى لا تزال أمامه فرصا أخرى، لذا ينبغي عليهم تشجيعهم وتوعيتهم والتقليل من توترهم بالحرص على المراجعة اليومية والدورية لجميع المواد وعدم الاعتماد على المواد الأساسية فقط وعدم إهمال أي مادة مهما كان معاملها مع تركيز جهودهم في الحفظ وتنظيم الوقت وعدم بعثرة جهودهم هباء”.
ونصح المختص أيضا بالمراجعة في جو هادئ بعيدا عن الضوضاء مع اعتماد تغذية جيدة ومتوازنة والنوم ساعات كافية لتعزيز التركيز والحفظ مع توقيف المراجعة قبل 3 أيام من موعد الاختبار وارتداء لباس أنيق ومريح يرفع له معنوياته ويعطيه ثقة في نفسه أيام الامتحان وتجنب الأحذية الجديدة التي قد تؤثر على تركيزه إذا ما أضرته.
ويرى بن حليمة أنّ طريقة المراجعة وعملية تلخيص الدروس تساهم بشكل فعال في تخزينها في الذاكرة واسترجاعها لاحقا.
أمّا في أثناء الامتحان، فركز بن حليمة في توجيهاته للمترشحين على قراءة السؤال قراءة جيّدة وعدم التسرع والبدء بالأسهل ثم التوجه نحو الأصعب مع تحرير الإجابة تدريجيا بالاستعانة بورقة مسودة تسجّل فيها جميع الأفكار، وحث على ضرورة اغتنام الوقت إلى آخر ثانية فالخبراء درسوا الوقت المحدد جيدا وعلى الطلبة استغلاله على النحو الأمثل.
وحذّر بن حليمة من الخوف من الأستاذ الحارس فهذا،حسبه، يعد أهم أسباب توتر المترشحين، فالتوتر يؤثر على الطالب ويشتت ذهنه كما دعا المتحدث الأساتذة الحراس إلى اعتماد طريقة تعامل خاصة مصحوبة بابتسامة تضعهم في راحة وتعزز الثقة فيهم.
وقدم بالمقابل المختص بن حليمة نصائح للآباء لتخفيف التوتر عن الأبناء، حيث قال أنّ الأم والأب مشتركان في المسؤولية فكل التهديدات والوعود التي يقدمانها وكذا المحيط والعائلة هي أمور سلبية لأن التهديد والوعود الكبيرة تجعل التلميذ يفكّر في الوالدين وضغوطاتهما، مستشهدا ببعض حالات الانتحار عقب الرسوب في البكالوريا، وهذه ضغوط مدمرة.
وقال بن حليمة، موجها كلمته الأخيرة للآباء: “عليكم تعزيز الثقة في الأبناء وتحريرهم من الضغط الذي يتحول إلى قلق وأن يرافقوا أبناءهم ويصاحبوهم، فالراحة النفسية تعيد لهم المعلومات التي تلقوها مسبقا وتبعد عنهم الخوف “.
وبالمقابل، دعا المترشحين إلى عدم التفكير في المآلات السلبية وفي الرسوب المسبق فالحفظ الجيد يخزن في الذاكرة العميقة وأي سؤال سيطرح عليه يسترجعه عند الامتحان حتى وإن تهيأ له عكس ذلك”.
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليقا إذا كان عندك أي استفسار