مقال حول رحلتي مع البكالوريا:
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. أما بعد، أنا التلميذة ببون بشرى من ولاية المسيلة بلدية حمام الضلعة، مولودة في 19 نوفمبر 2003، ارتدت المدارس القرآنية منذ صغري مما أهلني للتفوق على أقراني في المرحلة الابتدائية التي زاولتها بين مدرستي منصوري النوي وشيتور موسى حيث تفوقت في شهادة التعليم الابتدائي بنيلي المرتبة الأولى على مستوى دائرة حمام الضلعة بمعدل 9.80 ثم انتقلت الى متوسطة خنوف لخضر التي غادرتها بنجاحي في شهادة التعليم المتوسط بمعدل 18.70 وافتكاكي المرتبة الاولى على مستوى دائرة حمام الضلعة والسابعة ولائيا تلتهما مرحلة التعليم الثانوي بثانوية العلامة عبد الحميد بن باديس التي اكتشفت فيها ميولي نحو التكنولوجيا والاعلام الالي فاخترت شعبة تقني رياضي فرع هندسة كهربائية التي كانت اقرب الشعب إلى الإعلام الآلي واستمر تفوقي في هاته المرحلة بتوفيق من الله عز وجل حيث تحصلت على أعلى معدل في مسيرتي الدراسية في السنة الثانية ثانوي 19.65 وكان ختامها مسكا بتحصلي على أعلى معدل في تاريخ البكالوريا 19.24 في المرتبة الثانية على المستوى الوطني (حال معدل المواد الأساسية بيني وبين المرتبة الأولى).
أولا يعود الفضل لله عز وجل في تحصلي على هذا المعدل، ثم للوالدين الكريمين ولأساتذتي طيلة سنواتي الدراسية وكل من آمن بي وقدم لي الدعم النفسي، وكذا طاقم ثانويتي الذي وفر لنا الجو المناسب للدراسة.
1/ متى بدأت المراجعة:
بدأت في شهر أوت عن طريق الدروس الخصوصية على أساس أنني سأبدأ قبل الدخول المدرسي بشهر لكن تأخره بسبب الظروف الصحية آنذاك حتم علي خفض الرتم الى غاية شهر اكتوبر. بالنسبة لي أفضل وقت للبدأ في التحضير هو قبل الدخول المدرسي بشهر حيث يتم استغلال هذا الوقت في البحث عن مصادر مناسبة ومراجعة المكتسبات القبلية في المواد الأساسية إلى جانب دراسة اللغات الأجنبية.
2/ كيف كان برنامجي للمراجعة:
لم أعتمد على برنامج معين طيلة السنة الدراسية، حاولت كثيرا لكنني لم أستطع الالتزام بأي برنامج كوني كنت عشوائية في السنوات السابقة، لكنني توصلت الى حل يرضي عشوائيتي ورغبتي في التنظيم بالإضافة إلى ضمان الإنتاجية وهو التخطيط اليومي. حيث كنت استيقظ كل يوم صباحا لأخطط ليومي فاحدد ما سأدرس والمراجع التي سأعتمد عليها. وقد ساعدني نظام التفويج كثيرا، فقد كانت ثانويتي تعتمد على الدراسة صباحا فقط يوميا، لذا كنت استغل الفترة المسائية للراحة ثم الدراسة في المنزل بالقدر الكافي.
3/ كم ساعة كنت ادرس في اليوم وماهو الوقت المناسب للدراسة:
في الحقيقة لم أكن اهتم بعدد الساعات التي ادرسها يوميا بل اهتم بكوني إنتاجية وبانجازي المهام المتعلقة بذلك اليوم والتركيز على الثبات والمداومة على الدراسة وعدم الانقطاع عنها لفترات طويلة. كما أشرت سابقا فقد بدأت الدراسة مبكرا لذا فقد بدأت بوتيرة منخفضة نوعا ما مما أهلني لزيادة الوتيرة تدريجيا مع اقتراب شهادة البكالوريا. أما عن الوقت المناسب للدراسة فأنا أجدها فكرة مبتذلة أن يكون للجميع وقت واحد يناسبهم، وانه من المريع أن تكتشف أن الوقت الذي يمدحه جميع الناس بأنه أفضل وقت للدراسة –كالصباح مثلا- لا يناسبك انت بالذات، وهذا ما حدث لي قبل أن أدرك انه ليس هناك وقت محدد للدراسة، فهذا الأمر يختلف من شخص لآخر لان لكل منا ساعته البيولوجية. حسب رأيي فالوقت المناسب للدراسة هو الوقت الذي يكون فيه الشخص في ذروة نشاطه واستعداده البدني والنفسي وهذا يختلف من شخص لآخر ومن فترة لأخرى.
4/ دروس الدعم:
اعتمدت على دروس الدعم في المواد الأساسية الثلاث: رياضيات، علوم فيزيائية، هندسة كهربائية إضافة إلى اللغة الفرنسية. كانت مفيدة جدا بالنسبة لي فقد كانت تقدم تمارين بأفكار متنوعة لا يمكن التطرق إليها جميعها في القسم نظرا لضيق الوقت وطول البرنامج الذي يجب تقديمه إضافة إلى دروها في التوجيه. بالنسبة لإمكانية الاستغناء عن الدروس الخصوصية فهذا ممكن إذا استطاع التلميذ تحديد مراجعه والتقيد ببرنامج للمراجعة المنزلية.
5/ التعامل مع الضغط والتعب:
تعاملت معه بشكل عادي على انه عامل يصيب جميع التلاميذ بل حاولت استغلال الامر لصالحي فكان ذلك حافزا لي، تغلبت على الضغط والتوتر بالإيمان بالله عز وجل والتوكل عليه وكذا تشجيع الوالدين الكريمين لي والإيمان بقدراتي والثقة بالنفس. وكذا تحديد هدفي من بداية السنة كان له فضل كبير في استمراريتي فكان لي دافعا يحثني للاستمرار في كل لحظة شعرت بالفشل فيها. كنت أحيانا حينما يصيبني الضغط النفسي واشعر باليأس والتعب امنح نفسي وقتا مستقطعا للراحة أمارس فيه هواياتي لتجديد طاقتي ثم أعود للدراسة عند تحسن حالتي النفسية. أنصح التلاميذ بالاهتمام بالتحضير النفسي وتجاوز الخوف والتوتر قبل البكالوريا لأن العامل النفسي مهم جدا خاصة في هاته السنة حيث يقارب أو يفوق التحضير المعرفي أهمية.
6/ استعمال مواقع التواصل الاجتماعي:
طوال رحلتي مع البكالوريا لم أستغن عن مواقع التواصل الاجتماعي والهاتف بصفة عامة، بل كنت أستغلها لصالحي فكنت أتابع صفحات لأساتذة ومجموعات البكالوريا أين كنت أستفيد مع عدم تضييع الوقت الكثير في تصفحها. أما من لا يجد في نفسه القدرة على التحكم في عدد الساعات التي يقضيها على مواقع التواصل الاجتماعي فمن الأفضل له الابتعاد عنها نهائيا.
7/ دراسة المواد الأساسية:
بالطبع أخذت هذه المواد حصة الأسد من المراجعة نظرا لمعاملاتها المرتفعة، كنت أدرسها يوميا وقد ساعدتني الدروس الخصوصية في هاته المواد كثيرا. كنت أدرس الدرس جيدا وأتناوله بكل تفاصيله ثم أنطلق في حل التمارين بدءً بتطبيقات بسيطة تتضمن أفكارا من الدرس انطلاقا إلى تمارين نموذجية متشعبة الأفكار بتوجيه من أساتذتي ثم حل البكالوريات السابقة التي تتضمن الوحدة التي درستها، حيث لم أعتمد طريقة عشوائية في الحل واعتمدت على الجودة وليس الكمية، فمثلا حل 10 تمارين بأفكار مختلفة أفضل من حل 50 تمرين بفكرتين متكررتين.
8/ دراسة المواد الثانوية:
الى جانب التركيز على المواد الأساسية لم أهمل المواد الثانوية فقد طبقت العدل بين جميع المواد باعطاء كل مادة حقها من المراجعة وذلك حسب عدة معايير يحددها التلميذ منها: المعامل، درجة الصعوبة، مدى استيعابه...الخ. بدأت دراستها مع بداية السنة الدراسية وركزت عليها أكثر مع اقتراب البكالوريا خاصة مع إنهائي برنامج المواد الأساسية والتفرغ لها. بالنسبة للغات الأجنبية والأدب العربي تعتمد بشكل كبير على الفهم وحل المواضيع خاصة البكالوريات. أما بقية المواد هي مواد منهجية وتعتمد على الفهم أكثر من الحفظ سأفصل في كل مادة على حدى:
●العلوم الإسلامية: هي مادة سهلة وممتعة وليس فيها درجة كبيرة من الصعوبة وتعتمد أساسا على الفهم مع القليل من الحفظ كاالنصوص القرآنية والأحاديث والتعريفات.
●التاريخ والجغرافيا: هي مادة منهجية تعتمد على الفهم كثيرا. اعتمدت في حفظ الدروس على الذاكرة السمعية حيث كنت أشاهد الدرس عبر اليوتيوب ثم اكتب ملخصي، التواريخ حفظتهم بطريقتين الأولى هي الترتيب المتسلسل زمنيا أي من الأقدم إلى الأحدث والثانية عن طريق مجموعات (تواريخ المشاريع الامريكية، تواريخ التعايش السلمي...)، الشخصيات عن طريق التعريف المشترك مع إضافة خاصية لكل شخصية (قمت سابقا بنشرهم)، وأخيرا المصطلحات التي تعتمد كليا على الفهم فكنت أكررها عدة مرات حتى أفهمها جيدا وأعبر عنها بأسلوبي الخاص.
●الفلسفة: هاته المادة التي تعتبر عدو التلاميذ والعائق الذي يمنحهم من تحقيق التفوق، اعتبرتها تحديا من بداية السنة حيث بدأت دراستها مع مطلع العام الدراسي، أولا يجب التمكن من المنهجيات :جدل، استقصاء بالوضع، مقارنة، تحليل نص. ثم الانطلاق في فهم الدروس جيدا والتعمق فيها وصولا إلى كتابة ملخص شخصي للمقالة على شكل أفكار ثم صياغتها بأسلوب شخصي فلسفي بعيدا عن الأسلوب الأدبي والتركيز على إعطاء حجج شخصية حول الموضوع.
9/ مصادر كل مادة:
●الرياضيات: قناة الاستاذ نور الدين، قناة الاستاذ احمد ترير، سلاسل الاستاذ مصطفاي، مجلة 5min math، مجلة رياضيات سهلة وممتعة
●الفيزياء: مواضيع الاستاذ احمد جوادة في مجموعة فيزياء سطيف، تمارين الاستاذ معمري حوسين، قناة الاستاذ وليد فايد
●الهندسة الكهربائية: سلاسل استعد للبكالوريا للاستاذة بن التاج فتيحة (موجودة في الموقع الاول للدراسة)، قناة العلامة الكاملة في الهندسة الكهربائية، قناة الاستاذ بن عربية امحمد
●اللغة العربية: الاستاذين حيقون اسامة وحماش خالد
●العلوم الاسلامية: ملخص الاستاذ جمال مرسلي، قناة الاستاذ سعدون شعيب في اسئلة الفهم
●التاريخ والجغرافيا: قناة الامين سكول، ملخص الاستاذ محمودي عادل(الازرق)، قناة الاستاذ عبدوش مختار
●الفلسفة: قناة الاستاذ اسكندر لطفي غربي، كتاب كيف اتحصل على العلامة الكاملة في الفلسفة للطالبة هبة جبابرية، كتاب الهدى
إضافة الى البكالوريات السابقة والبكالوريات التجريبية في كل مادة.
ختامًا، توكلوا على الله عز وجل وضعوا هدفا واسعوا لتحقيقه، لا تكترثوا لكلام المحبطين واعداء النجاح وابتعدوا عنهم، ركزوا على أنفسكم، أحسنوا اختيار رفاقكم واحيطوا انفسكم بأشخاص يدعمونكم ويؤمنون بكم، ثقوا بأن الله عز وجل لا يزرع في أحدنا حلما إلا ورزقه القدرة على بلوغه.
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليقا إذا كان عندك أي استفسار