القائمة الرئيسية

الصفحات

      





الأدب العربي يشمل كافة الأعمال المكتوبة باللغة العربية، ويشمل الأدب العربي النثر والشعر المكتوبين بالعربية وكذلك يشمل الأدب القصصي والرواية والمسرح والنقد، ومن بين أغراض الشعر العربي القديم نجد :

1 - الهجاء

2 - المديح

3 - الاعتذار

4 -  الغزل

5 -  الفخر

----------------------------------------------------------------------------------

1 - الهجاء :

    كان الهجاء شائعًا بين الأعداء والأضداد من الناس وبين الشعراء وبعضهم البعض حيث يذكرون مساوئ بعض. وهنا أقدم بين يديك هذه الأبيات في الهجاء من العصر الجاهلي وهي لأوس بن حجر:

فإن يأتكُمْ منِّي هجاءٌ فإنّما حَبَاكُمْ بهِ مني جميلُ بنُ أرْقما

تجلّلَ غدراً حرملاءَ وأقلعتْ سحائبُهُ لمّا رأى أهلَ ملهَمَا

فهلْ لكُمُ فيهَا أليّ فإنّني طبيبٌ بما أعيَا النّطاسيُّ حذيمَا

فَأُخرِجَكُم من ثوْبِ شَمطاءَ عارِكٍ مُشَهَّرَة ٍ بَلّتْ أسافِلَهُ دَما

وَلَوْ كانَ جارٌ مِنْكُمُ في عَشيرتي إذا لرَأوا للجار حقّاً ومحرمَا

وَلَوْ كانَ حَوْلي من تميمٍ عِصَابة لمَا كانَ مَالي فِيكُمُ مُتَقَسَّما

ألا تَتّقُونَ الله إذْ تَعْلِفُونَها رضيخَ النَّوى والعُضِّ حولاً مجرَّما

وأعجبَكُمْ فيهَا أغرُّ مشهَّرٌ تلادٌ إذا نامَ الرّبيضُ تغمغما


2 - المديح : 

    كان المديح للحكام والكبار والأعيان وكان يمنح الشاعر من المال على قدر جودة شعره واعجاب الممدوح به. ومن أشهر ما قيل في المدح قول الشاعر الجاهلي النابغة الذبياني.

فإنك شمس والملوك كواكب إذا طلعت لم يبد منهن كوكب

    عرف الشاعر الجاهلي المديح واتخذه وسيلة للتكسُّب، وكان للغساسنة في الشام والمناذرة في الحيرة دور كبير في حفز الشعراء على مديح أمرائهم.

    ومن أشهر المداحين من شعراء الجاهلية:النابغة الذبياني الذي اشتهر بمدح النعمان بن المنذر.

    وكما يقول أبو عمرو بن العلاء: ((وكان النابغة يأكل ويشرب في آنية الفضة والذهب من عطايا النعمان وأبيه وجدّه.))

    وقد مدح الشاعر الجاهلي بفضائل ثابتة كالشجاعة والكرم والحلم ورجاحة العقل ورفعة النسب، وكلها ترسم الصورة الخلقية المثلى للإنسان في رؤياه، كما كان يتخذ من المدح المبالغ فيه ـ باستثناء زهير بن أبي سُلمى مثلا ـ حافزًا للممدوح على المزيد من العطاء.

    وكان يقدّم لقصائده في المديح بوصف الرحلة ومشاق الطريق وما أصاب ناقته من الجهد ليضمن مزيدًا من بذل ممدوحه.

    وفي عصر صدر الإسلام، ظهر تيار جديد في المديح، هو مدح النبي محمد. ومن أوضح نماذجه لاميّة كعب بن زهير "بانت سعاد" التي أنشدها عند عفو النبي الكريم عنه، وصارت إلى عصور متأخرة نموذجًا يُحتذى.

    كما زخرت قصائد حسّان بمديحه للنبي محمد أيضًا. وبذلك تحوّل المدح من التكسّب إلى التدين، واكتسب، فيما عبر به من الأوصاف، التجرد والصدق، بعيدًا عن التكسّب فضلاً عن رسم الصورة الإسلامية للفضائل والقيم الخلقية.

    وفي العصر الأموي، امتزج المديح بالتيارات السياسية، بعضها يمالئ الأمويين، وبعضها الآخر يشايع فرقًا مختلفة، وكان مداحو الأمويين يتكسبون بمدائحهم، بينما تجرد شعراء الفرق المختلفة عن التكسب، بل اتخذوا من مدائحهم وسيلة للانتصار للمذهب ومحاربة خصومه، كما نجد في مديح عبيدالله بن قيس الرقيات لمصعب بن الزُّبير الذي يجسّد بشكل واضحٍ نظرية الزبيريين في الحكم.

    وأما في العصر العباسي المتأخِّر فإن أجلى صور المدح، تتمثّل في مدائح المتنبي لسيف الدولة؛ إذ هي صادرة عن حب صادق، وإعجاب تام ببطولة سيف الدولة الذي يجسد حلم أبي الطيب بالبطل المخلِّص من اعتداءات الروم.

ومن هنا جاءت مدائحه تلك أشبه بملاحم رائعة.

    وكذلك كان أبو تمام في مدائحه للمعتصم، وبائيته أشهر من أن نذكرها هنا. (السيف أصدق إنباء من الكتب)

    وهنا نشير إلى حقيقة مهمة وهي أن المدح في الشعر العربي ـ وإن يكن للتكسب ـ لم يكن في كل الأحوال يعني التملق والبحث عن النفع، بل هو في كثير من الأحيان تجسيد للود الخالص والإعجاب العميق بين الشاعر والممدوح، وهذا مايتضح في مدائح المتنبي لسيف الدولة، فهي تجسيد حي لهذا المعنى الذي أشرنا إليه.

    فقد كان المتنبي شديد الإعجاب بسيف الدولة ويرى فيه البطل العربي الذي طالما تاقت إليه نفسه، بقدر ما كان سيف الدولة عميق التقدير لأبي الطيب، ويرى فيه الشاعر العربي الفذ الذي طالما تطلعت إليه نفسه الذواقة للشعر، التواقة أبدًا للشاعر الذي يخلّد بطولاته. مضى المدح في سائر العصور كما كان على نحو ما أوضحنا وإن تفاوتت فيه عناصر القوة والضعف، كما سجل لنا مدح الشعراء لبني أيوب، والمماليك، وبخاصة، بطولات هؤلاء الرجال في مقاومتهم للصليبيين والتتار والمغول.

    يعد المدح في العصر الحديث على صورته القديمة، إذ رأينا الشاعر الحديث يرسم لنا صورة بطل قديم ـ مثلا ـ ليضعه أمامنا نموذجًا للبطولة، ولم يعد الشاعر نديمًا لذوي السلطان وأنيسًا في مجالسهم واقفًا شعره وولاءه عليهم، بل صارت الأنشودة الوطنية العاشقة للوطن بديلاً جديدًا للمدح التقليدي.

الرثاء :

    كان الرثاء من أهم فنون الشعر العربي، بل انه يتصدرها بصدق الإحساس وعمق الشعور وحرارة التعبير، ومن أشهر شعراءه الخنساء ومن أجمل ما قالت فيه:

قذًى بعينك أم بالعين عوار أم ذرَفت أن خلت من أهلها الدار

كأن دمعي لذكراه إِذا خطرت فيض يسيل على الخدين مدرارُ

تبكي خناس هي العبرى وقد ولهت ودونه من جديد الأرض أستار

تبكي خناس على صخر وحُقَّ لها إِذ رابها الدهر إنَّ الدهر

تبكي خناس فما تنفك ما عمرت لها عليه رنين وهي مقتار

بكاء والهة ضلت أليفتها لها حنينان: إِصغار وإِكبار

ترعى إِذا نسيت حتى إِذا ادكرت فإِنما هي إِقبال وإِدبار

وإِن صخرًا لتأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار

الاعتذار :

    وزعيمه المنشئ لأساسه هو النابغة الذبياني، وقد أثارته ظروف الشاعر مع الملك النعمان بن المنذر، ومنه قوله له:

أتاني أبيتَ اللعنَ أنكَ لمتني وتلكَ التي أهتمّ منها وأنصبُ

فبتُّ كأنّ العائداتِ فرشن لي هراساً، به يُعلى فِراشي ويُقْشَبُ

حَلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ ريبَة وليسَ وراءَ اللَّهِ للمَرْءِ مَذهَبُ

لئنْ كنتَ قد بُلغتَ عني وشايةً، لَمُبْلغُكَ الواشي أغَشُّ وأكذَبُ

و لكنني كنتُ امرأً ليَ جانبٌ منَ الأرضِ ، فيه مسترادٌ ومطلب

مُلوكٌ وإخوانٌ، إذا ما أتَيتُهُمْ، أحكمُ في أموالهمْ ، وأقربْ

كفعلكَ في قومٍ أراكَ اصطفيتهم فلم ترَهُمْ، في شكر ذلك، أذْنَبُوا

فلا تتركني بالوعيدِ ، كأنني إلى النّاسِ مَطليٌّ به القارُ، أجْرَبُ

ألمْ ترَ أنّ اللهَ أعطاكَ سورة ً ترى كلّ مَلْكٍ، دونَها،يتذَبذَبُ

فإنكَ شمسٌ ، والملوكُ كواكبٌ إذا طلعتْ لم يبدُ منهنّ كوكبُ

و لستَ بمستبقٍ أخاً ، لا تلمهُ على شَعَثٍ، أيُّ الّرجال المُهَذَّبُ؟

فإنْ أكُ مظلوماً ؛ فعبدٌ ظلمتهُ وإنْ تكُ ذا عُتَبى ؛ فمثلُكَ يُعتِبُ

الغزل :

   كان شعر الغزل مقبولاً ومحبوباً إلا أن التشبيب (أي ذكر اسم المحبوبة) كان غير مقبول. حيث كان الشاعر القديم يتغنى بمحاسن محبوبته شكلاً وموضوعا ويذكر لوعته وشوقه إليها. ومن أجمل ما قيل فيه قول ابن عبدربه الأندلسي :

يا لؤلؤا يسبي العقول أنيقا و رشا بتعذيب القلوب رفيقا

ما قد سمعت ولارأيت بمثله در يعود من الحياء عقيقا

و إذا نظرت إلى محاسن وجهه أدركت وجهك في سناه غريقا

يا من توجع خصره من رقة ما بال قلبك لا يكون رقيقا

الفخر :

    عادة أصيلة من عادات العرب وهو الفخر بالأنساب والأحساب والأصل والمنبت، رغم أنها محرمة دينياً، ومن أجمل أبيات الفخرالعربي بيت بشار بن برد الذي يفخر فيه بمضر مع أنه من المولدين :

إذا ما غضبنا غضبة مضرية هتكنا حجاب الشمس أو قطرت دما

إذا ما أعرنا سيدا من قبيلة ذرى منبر صلى علينا وسلما







تعليقات

تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم - تى جو