القائمة الرئيسية

الصفحات


 

👇👇
   يعتبر المنهج التاريخي من أقدم المناهج التي أولت اهتمامها في دراسة الأدب منذ ولادته و تطوره عبر الزمن و كل مراحل نموه.

    يعمل الناقد الأدبي في المنهج التاريخي على تحديد العلاقة بين الأديب و المجتمع المحيط به ، و مناقشة كل الأفكار و الآراء التي تناولت العمل الأدبي .و أهم ميزات المنهج التاريخي في النقد الأدبي تأكيد صحة الأعمال الأدبية و صحة أصحابها المنسوبة إليهم، فهو حصيلة العلاقة القائمة بين التحليل و وسائل البحث و التدقيق، وذلك لما يطلبه الموضوع مع إمكانية الاستعانة بعلوم مساعدة بهدف الوصول للمعرفة.

    أي نستطيع القول أن هذا المنهج يلقي الضوء على المعارف الخارجية في الدراسات الأدبية لتهيئة الحقيقة ،ولا بد من ذكر أن هذا المنهج لا يستقل بنفسه فلابد من التذوق من "المنهج الفني" فنحن بحاجة دائمة للحكم الفني إلى جانب الحكم التاريخي فمثلا : عند دراسة الأطوار التاريخية لموضوع معين في الأدب فسنقوم بجمع جميع المعارف و النصوص و المصادر و ترتيبها ترتيب تاريخي و نسبها إلى كتابها، ومن ثم سنجمع أراء النقاد و المتذوقين على اختلافهم ، و سندرس البيئة و كافة العوامل التي رافقت هذا العمل، ولكن لا بد لنا من تذوق ما جمعناه و هذا ما يدعى المنهج الفني المرافق للمنهج للتاريخي .

يقوم المنهج التاريخي في النقد الأدبي على المبادئ التالية :

1. اعتبار النص الأدبي وثيقة لمحيطه والربط الآلي بينهما .

2. التدقيق على الأعمال الأدبية و النصوص التي تمثل مرحلة تاريخية يتم دراستها, و إضافة لذلك الاهتمام بدراسة المدونات الأدبية العريضة.

3.البحث في تاريخ الأمة السياسي و الاجتماعي، لفهم الأدب وتفسيره و دراسة مراحل نموه و تطوره، ولفهم كل الطرق التي يسلكها الأدباء في الأدب .

4. الدراسة التاريخية للكتاب تبين لنا الأوضاع السياسية و الدينية والاجتماعية، فمن خلالها نستطيع تحديد أن هذا الكتاب حقا نتجية بيئته ،و ذلك لأن النص هو ثمرة كاتبه و الأديب نتاج ثقافته .

عیوب المنهج التاریخي: 

⚆ مـن مخـاطر المـنهج التـاریخي الاسـتقراء النـاقص والأحكـام الجازمـة، والمبالغـة فـي التعمـیم، فالاستقراء الناقص یؤدي بنـا إلـى الخطـأ فـي الحكـم والاعتمـاد علـى الحـوادث البـارزة والظـواهر الفذة التي لا تمثل سیر الحیاة الطبیعي.

⚆ الوقوف عند هذا المـنهج یـدفع الباحـث إلـى خطـأین الانخـداع ورد كـل شـيء أدبـي إلـى مـا یجري في عصره.

⚆ یعجـــز المـــنهج التـــاریخي عـــن تفســـیر شخصـــیة الأدیـــب، أي أنـــه یتجـــه إلـــى الأدب دون الأدیب.

 یفسر الأدب تفسیرا عاما ولا یتغلغل إلى باطنه لاستخراج أسباب جماله وتأثیره.

⚆ یعنى بموضوعاته ومقدار صلتها بالتاریخ وتأثرها بالبیئـة، دون عنایـة بالناحیـة الفنیـة التـي تتصل بها عناصر الأدب ونقدها وبیان فیها من حسن وقبح.

رواد المنهج التاريخ : سانت بیف ، هیبولیت تین وثلاثيته (الجنس/ البيئة/ العصر أو الزمان) ، غستاف لانسون .... شوقي ضيف ، محمد مندور.

صفات الناقد التاريخي :

   لن يستطيع المؤرخ أن يصل إلى درجة الاقتدار في التعامل مع التاريخ ووثائقه، إذا لم يمارس النقد بقواعده العلمية، لأن الاكتفاء بالاعتماد على جهود الآخرين وتعاملهم مع الوثائق لا تنمي القدرات، ومقابل ذلك هناك من المؤرخين الذين يمتلكون المهارات الكافية للتعامل مع النصوص سوءاً تعامل معها بنفسه منذ البداية أم اعتمد على ما قام به غيره.

وهناك بعض الصفات التي لابد من توفرها في الناقد ومن أهمها ما يلي:

  • الأهلية العلمية والكفاءة: بأن يتخصص الناقد بنقد الأعمال في مجال تخصصه وأن يمتلك الثقافة الواسعة في مختلف الميادين والتي تؤهله لإعطاء رأيه بكل ثقة.
  • الأمانة والصدق والحياد والموضوعية في تعامله مع النصوص التاريخية في إطار تخصصه الدقيق.
  • العدالة والإنصاف: يصدر أحكامه بكل شفافية ونزاهة بعيداً عن التعصب والميل والهوى، بأن يعلل أحكامه ويفسر رأيه بناءً على أسس علمية غير خاضعة لعاطفته أو ميوله الشخصية.
  • التزام الأدب: يجب ان يكون النقد بعيداً عن الإساءة بالآخرين.
  • أن يمتاز الناقد بقوة الفطنة والانتباه.
  • ان يكون محباً للنقد التاريخي متمتعاً بالصبر ومواجهة الصعوبات.
  • أن يمتاز بهدوء الطبع والأناة .
  • ان يتمتع بحاسة نقدية قادرة على التأليف بين معطيات معينة واستنتاج الحقائق منها.
  • أن يكون مدقق منقب، حيث يحاول تفسير النص، وأن يلم أولاً بلغة الأصل الذي يدرس، ويجيد فهم هذه اللغة كما عرفت واستعملت في العصر الذي عاش فيه راوي الرواية.
  • أن يكون عارفاً بعلوم الأوائل.


ركائزه :
   إن منهج النقد التاريخي، عند المؤرخ، يستند إلى عمليتين كبرى: هي النقد الخارجي، والنقد الداخلي.

   فالنقد الخارجي يبحث في أصالة الوثيقة وعدم تزويرها، ويهتم نقد المصدر بتحديد صاحب الوثيقة وتاريخها ومكان تدوينها، أما نقد التصحيح فهو الذي يستهدف معرفة أصول النسخ غير الأصيلة.

   أما النقد الداخلي (الباطني) فيمر في مرحلتين الأولى النقد الباطني الإيجابي: والذي يبحث في معرفة معاني الوثيقة الظاهرة وغير الصريحة، كما يبحث نقد الكفاءة في قدرة الكاتب (الشاهد) على نقل الأحداث بكفاءة.

    والثانية النقد الباطني السلبي: والتي يتم فيها نقد الصدق الذي يبحث في احتواء الشهادة على الكذب من عدمه، بالإضافة إلى نقد الدقة الذي يبحث مدى وقوع الكاتب في أخطاء غير متعمدة.



تعليقات

تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم - تى جو